ترجمة خاصة - شبكة قُدس: كشفت مواقع عبرية، عن تفاصيل هجوم حزب الله اللبناني على بلدة حرفيش في شمال فلسطين المحتلة عبر طائرة مسيرة بدون طيار في 5 يونيو 2024، التي قتل فيها جندي احتياط وأصيب 11 آخرين، والتي أكدت أن لجيش الاحتلال إخفاقات خطيرة على الحدود مع لبنان كما قطاع غزة.
وفي التفاصيل، قالت إن ضباط كتيبة الاحتياط الذين تم إرسالهم للتمركز في ملعب كرة القدم في حرفيش قاموا بقرع جميع أجراس الإنذار، وأعلنوا لدى وصولهم إلى المنطقة، بعد تحذيرهم قبل أيام قليلة، أن كل دقيقة هنا تعرض حياة عشرات الجنود للخطر"، ولكن قيادة الفرقة رفضت الاستماع وكانت النتيجة قاتلة؛ وهجوم بطائرة بدون طيار قتل فيها جندي برتبة رقيب وأصيب 11 آخرون.
ونقلا عن جنود الكتيبة (كتيبة المشاة 5030) التي كانت موجودة في موقع الاستهداف، فإن الجنود كانوا يعلمون أن البقاء في الملعب أمر خطير، خاصة بعد رفض قادتهم الاستماع لهم، والشيء الوحيد الذي كان يمكنهم فعله لمنع هذا الحادث هو رفض الأمر، لكنهم لم يقدروا على عصيان الأوامر، و"شعرنا وكأننا بط في الميدان".
وتشير التقارير العبرية، إلى أنه "ولفهم حجم الغطرسة العسكرية والغموض الذي أودى بحياة جندي في هذا الحدث، لا بد من العودة إلى صباح الأربعاء 5 يونيو/حزيران، عندما بدأ جنود الكتيبة في إقامة معسكرهم على ملعب كرة القدم المكشوف في مشارف حرفيش، ولعدة أيام، حاول رجال الكتيبة مرارا وتكرارا تغيير موقعهم المقصود، ومع ذلك، فإن جميع الحجج القوية التي قدموها إلى مسؤولي القيادة، فشلت في إقناعهم بمدى خطورة قرار نشر القوات في المجمع غير المحمي، وهو قرار اتخذته القيادة بشكل منتظم منذ 7 أكتوبر، وكأنه ينادي "العدو" من لبنان لمحاولة مهاجمته.
وحتى ذلك الصباح، بعد أن استقروا في الملعب، ظلت الكتيبة تحاول تغيير القرار، وكتب أحد ضباط الكتيبة إلى ضابط في الفرقة 146 المسؤولة عن المنطقة: "كل دقيقة هنا تعرض حياة عشرات الجنود للخطر. علينا القفز إلى موقع جديد من حرفيش".
وفي ذلك اليوم، قبل أربع دقائق من الساعة 6:00 مساءً، بدأ هجوم حزب الله بطائرة بدون طيار، ولم يسمع أي من قوات الاحتياط التي كانت في منطقة المعسكر أول طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات، والتي اصطدمت بالخيام في قلب المجمع، وبعد ربع ساعة، وفي خضم جهود العلاج الطبي وإنقاذ حياة المصابين، تحطمت طائرة بدون طيار أخرى صامتة بالقرب من قوات الإنقاذ، وكانت النتيجة مأساوية للغاية؛ قُتل رقيب احتياط، وأصيب 11 آخرين بينهم مجندة بجروح خطيرة.
وتشير التقارير العبرية، إلى أنه "لم يحضر أي ممثل من اللواء 300 جنازة الرقيب القتيل أو الوقفة الاحتجاجية بعد يوم من تسليمه مهمة كتيبته الاحتياطية الجديدة، وقال أقارب الرقيب القتيل، إنهم "شعرنا أن هناك شيئًا ما تحت السطح ولم يرغبوا في إخبارنا، أدركنا أن الجميع يعلم أنه ممنوع التواجد هناك وأن الأمر خطير، لكن لم يخبرنا أحد بذلك صراحة".
ومنذ الحادثة الصعبة، كتبت عدة رسائل داخلية في الكتيبة، بهدف أن تحول القضية إلى تحقيق رئيسي، خاصة وأن هناك افتقارا إلى العلاج المناسب الذي كان له القدرة على إنقاذ 12 جنديا.
وتكشف سجلات المراسلات بين قادة الكتيبة والقادة الميدانيين - الفرقة 146 واللواء 300 - كيف طلبت الكتيبة، منذ لحظة استلامها مهمتها في المنطقة الشمالية، إنشاء مقرها في مكان آخر وحتى تحديد مواقع بديلة بنفسها، وفي أحد الاجتماعات للموافقة على خطط الدفاع التي قدموها لقائد اللواء، ذكروا مراراً وتكراراً أنهم غير مهتمين بالبقاء في المنطقة المكشوفة.
وفي اليوم السابق للحدث، وفقًا لجنود الكتيبة، أُجبر ضابط اللوجستيات على الحضور إلى اللواء 300 و"التوقيع على المجمع الذي اعترض الجنود على الإقامة فيه، وقال: "لا أحد يسأل أين تتواجد، وعليك أن تأتي وتوقع في حرفيش سواء كنت تريد ذلك أم لا".
وحتى صباح يوم الحادثة، كان ضباط الكتيبة ما زالوا يحاولون إقناع قادة اللواء 300 بالانتقال إلى موقع جديد، وقدموا بديلاً فورياً وليس بعيداً، وكإجراء لتعزيز الأمن، قرر أحد ضباط الكتيبة ترك حوالي 15 جنديًا فقط في المجمع ونقل حوالي 50 جنديًا احتياطيًا إضافيًا إلى موقع أكثر حماية.
وقال أحد أقارب الجندي القتيل، إنه "للأسف، نسقط مرارا وتكرارا في نفس الإخفاقات، ويحزنني ويؤلمني أنني لم أتفاجأ بالنتائج أنا شخصياً جندي احتياطي في الجيش وأدرك أن هذه هي الطريقة التي يعمل بها النظام - مع عدم الاستماع إلى القواعد في الميدان وصعوبة في تعلم الدروس".